في مسرحية هزلية بعيدة تماما عن كرة القدم وكفاحها الحقيقي وتسئ للكرة المصرية.. فاز الإسماعيلي علي الزمالك 3/1 في المباراة التي جرت بينهما أمس في ستاد هيئة القناة بالإسماعيلية في ختام الأسبوع الثامن والعشرين لبطولة الدوري الممتاز لكرة القدم ليصبح الاسماعيلي الفارس الأول للدوري المصري والأقرب للقب للمرة الرابعة في تاريخه بعد تصدره للدوري برصيد 57 نقطة وبفارق 3 نقاط عن الأهلي علما بأن للأهلي مباراة مؤجلة مع الترسانة بينما تلقي الزمالك الخسارة العاشرة وتوقف رصيدة عند 38 نقطة.
تقدم الاسماعيلي بهدفين نظيفين سجلهما محمد محسن أبو جريشة ومصطفي كريم في الدقيقتين 4 و24 قبل ان يقلص الفارق عبد الحليم علي بهدف للزمالك في الدقيقة 28 ثم اضاف مصطفي كريم هدفا ثالثا في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول.
وإذا كان فوز الإسماعيلي علي الزمالك أمرا طبيعيا في الموسمين الأخيرين بدليل فوزه في آخر 4 مباريات بين الفريقين في الدوري فإنه من غير الطبيعي ان يظهر الزمالك الذي استأسد منذ أيام أمام الأهلي وقدم أقوي عروضه هذا الموسم بهذا الشكل الهزيل السييء وان يلعب ناشئوه الذين لفتوا الأنظار في الفترة الأخيرة بهذا الشكل الانهزامي الخطير الذي يسيء تماما لشكل المنافسة علي الدوري وعلي الكرة المصرية بشكل عام.
وقبل ان نخوض في التفاصيل تجدر الإشارة إلي النقاط الهامة التي تتطلب تحقيقا سريعا من اتحاد الكرة حول نزاهة المباراة في هذه المرحلة الخطيرة من بطولة الدوري.
أولا: ظهرت علي وجوه لاعبي الزمالك حالة عجيبة من اللامبالاة منذ وصولهم إلي الملعب وحتي أثناء اجراء الاحماء وهي أمور غير طبيعية وبخاصة علي اللاعبين الصغار الذين اعادوا الروح للزمالك في الفترة الأخيرة.
ثانيا: الانفعالات الشديدة التي كان عليها دي كاستال منذ أيام أمام الأهلي والهدوء القاتل الذي كان عليه وشباكه تستقبل الأهداف بالأمس علامة استفهام كبري.
ثالثا: منذ عودة الروح للزمالك بعد الفوز علي انبي 1/صفر في الأسبوع الحادي والعشرين لم يظهر الزمالك بهذا الشكل الهزيل حتي عندما تلقي خسارته الوحيدة في هذه الفترة أمام حرس الحدود.
رابعا: خسارة الزمالك بالأمس هي العاشرة هذا الموسم وهو رقم قياسي للهزائم التي يتعرض لها الزمالك في موسم واحد وعلي كل لاعبي هذا الجيل ان يشعروا بالخزي والعار لانهم وصلوا إلي أسوأ مستوي رقمي للزمالك في تاريخه.
خامسا: بمقارنة سريعة بين الأداء البطولي الذي يستحق الثناء الذي قدمه انبي أمام الأهلي وما قدمه الزمالك أمام الإسماعيلي تتضح تماما ملامح المسرحية الكوميدية بالأمس.
سادسا: شاهدنا مثل هذه المسرحيات الهزلية كثيرا في مباريات الهروب من الهبوط ولكن الجديد أنها انتقلت إلي المقدمة وإلي المنافسة علي لقب الدوري الذي ننشد بيعه بملايين في الموسم القادم.
أدار المباراة الحكم الدولي فهيم عمر وكانت ابتساماته واضحة مع كل ايفيه يقدمه الممثلون علي المسرح.. أقصد في المباراة.
شهد الشوط الأول للمباراة 4 أهداف في تقسيمة ودية بين الفريقين غلب عليها طابع الهدوء حتي في انفعالات الأجهزة الفنية للفريقين عقب كل هدف سواء بالايجاب أو السلب.
لعب الإسماعيلي كرة هجومية من الدقيقة الأولي وبخاصة عن طريق الأجنحة التي شغلها الظهيران عمر جمال وأحمد سمير فرج حيث انطلقا في الاجناب باستمرار حتي أن الدقيقة الأولي شهدت 3 كرات عرضية من الأجناب.
لعب الإسماعيلي بتشكيل مكون من محمد فتحي في حراسة المرمي وأديا شوطا جيدا باستثناء الخطأ الذي ترتب عليه هدف عبدالحليم علي ولعب ابراهيم يحيي في مركز الليبرو وامامه شريف عبدالفضيل ومعتصم سالم في قلب الدفاع وكانت المفاجأة في مشاركة عمر جمال كجناح مدافع أيمن حيث ساهم في الاختراقات من الجانب الأيمن ولكنه في نفس الوقت تسبب في ثغرة دفاعية استغلها الزمالك عن طريق صبري رحيل حتي غير الجهاز مركزه الي خط الوسط ونقل شريف عبدالفضيل الي مركز الظهير الأيمن وعاد أحمد خيري الي قلب الدفاع كليبرو.
وفي الوسط لعب عبدالله السعيد ومحمد حمص واضيف لهما عمر جمال خلف رأسي الحربة محسن أبوجريشة ومصطفي كريم.
أما الزمالك الذي لعب بنفس التشكيل الذي تألق أمام الأهلي في الأسبوع الماضي باستثناء مشاركة علاء علي بدلاً من أحمد عبدالرءوف الموقوف فشتان الفارق بين أدائه أمام الأهلي وفي هذه المباراة.. حارس مرمي لايري الكرة هو عبدالواحد السيد الذي ينتظره للأسف المقعد الأساسي لحراسة مرمي المنتخب في ظروف الحضري الحالية وأمامه دفاع مهلهل يسمح لهجوم مركز شباب بالتهديف ومكون من أحمد مجدي الذي هيأ ببراعة الهدف الثاني لمصطفي كريم وعمرو عادل ومحمود فتح الله ثم حازم إمام في اليمين وكان شبحاً لهذا اللاعب الذي تألق أمام الأهلي وصبري رحيل في اليسار.
وفي الوسط كان علاء علي الأكثر جدية بجوار هاني سعيد وأحمد الميرغني ثم الهجوم شريف أشرف وعبدالحليم علي الذي كان الوحيد الذي لعب بروح المباراة الحقيقية.
بعد البداية الهجومية للإسماعيلي جاء الهدف الأول مبكراً في الدقيقة الرابعة عندما اخترق عبدالله السعيد من الجهة اليسري ولعب كرة عرضية دقيقة حولها محسن أبوجريشة في المرمي وسط حراسة دفاع الزمالك مسجلا الهدف الأول.
استمر هجوم الاسماعيلي من كل اتجاه في اختراق عمر جمال وعبدالله السعيد ومحسن أبوجريشة وأحمد سمير فرج وحمص دفاعات الزمالك بسهولة وانتظر الزمالك حتي الدقيقة 12 ليشن أول هجمة علي الاسماعيلي وانتهت بتسديدة بعيدة لشريف اشرف
وفي الدقيقة 24 جاء الهدف الثاني صناعة زملكاوية خالصة حين مرر محمد حمص كرة بينية دقيقة قام فيها أحمد مجدي نجم مباراة الأهلي الماضية بدور صانع الهدف حيث هيأ الكرة لمصطفي كريم في مواجهة المرمي تماما لم يجد صعوبة في تحويلها بتسديدة قوية في المرمي مسجلا الهدف الثاني.
بعدها بدأ لاعبو الزمالك يشعرون بخزي الأداء والهزيمة ولكن كان هناك لاعبان فقط علي مستوي المسئولية هما علاء علي وعبدالحليم علي وبالفعل استغل الأخير خطأ لمحمد فتحي من كرة عرضية من اليسار وحولها من الوضع راقدا في مرمي الاسماعيلي مسجلا هدفا للزمالك قرب النتيجة إلي 2/1 في الدقيقة .27
سيطر الزمالك علي مجريات الأمور لفترة قصيرة انفرد خلالها احمد مجدي في محاولة لتحسين صورته ولكنه سدد في جسم الحارس فتحي.
عاد الاسماعيلي في نهاية الشوط لنشاطه الهجومي وفي الدقيقة الأولي من الوقت بدل الضائع مرت الكرة من كل دفاع الزمالك من الضربة الركنية حتي وصلت إلي مصطفي كريم بدون أي رقابة فسددها علي يمين حارس المنتخب عبدالواحد لتمر من تحت يديه مسجلة الهدف الثالث للاسماعيلي في شوط مشين للكرة المصرية.
شوط سخيف
وفي الشوط الثاني عاد الإسماعيلي للهجوم المكثف لتسجيل المزيد من الأهداف وتحرك عبدالله السعيد وحمص في وسط الملعب دون رقابة حقيقة وسقط مصطفي كريم مطالبا بضربة جزاء بعد مسكه من الفانلة ولكن الزمالك عاد بتسديدة قوية انقذها محمد فتحي ببراعة علي سبيل سبك الدور.
بدأ الجهاز الفني للزمالك في إجراء التغييرات حيث دفع بشيكابالا بدلا من شريف أشرف ثم محمد المرسي بدلا من عبدالحليم علي حتي تنكسر شوكة هجوم الزمالك تماماً.
وأجري ريكاردو مدرب الاسماعيلي ايضا تغييراً بنزول عبدالحميد سامي بدلا من عمر جمال واتبعه تغيير تكتيكي بعودة خيري للوسط وعودة سامي إلي مركز الليبرو.
تحولت المباراة إلي تقسيمة مملة لا إثارة ولا حماسة ولا أداء وكأن الفريقين ارتضيا هذه النتيجة.
ومن جانبه زاد ريكاردو من تأمين دفاعاته بخروج محسن ابوجريشة المهاجم ونزول جون جامبو المدافع وبعدها لم يكن في المباراة ما يستحق الذكر.. فقد انتهي كل شيء وانتهت كرة القدم.